الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين  ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة الآية، خطاب للذين انهزموا يوم أحد، فقيل لهم: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة كما دخل الذين قتلوا وبذلوا مهجتهم وثبتوا على ألم الجراح والضرب، من غير أن تسلكوا طريقهم وتصبروا صبرهم؟ ! وهو قوله: ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم أي: ولما تجاهدوا فيقع العلم به.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: ولما يعلم الله ذلك واقعا منكم; لأنه يعلمه غيبا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ويعلم الصابرين انتصب على الصرف عن العطف، قال ابن الأنباري: هذه الواو يسميها أهل النحو واو الصرف، والذي بعدها ينصب على خلاف ما قبلها، كما تقول العرب: لا تأكل السمك وتشرب اللبن.

                                                                                                                                                                                                                                      أي: لا تجمع بينهما، ولا تأكل السمك في حال شربك اللبن.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولقد كنتم تمنون الموت الآية، قال المفسرون: كانوا يتأسفون على ما فاتهم من بدر، ويتمنون يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انهزموا يوم أحد فاستحقوا العقاب.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: من قبل أن تلقوه يعني: من قبل يوم أحد، وقوله: فقد رأيتموه أي: رأيتم أسباب الموت وما يتولد منه الموت كالسيف والأسنة، [ ص: 499 ] وأنتم تنظرون أي: وأنتم بصراء تتأملون الحال في ذلك كيف هي، فلم انهزمتم؟ ! وهذا محذوف، وهو مراد; لأنه موضع العتاب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية