إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا
قوله عز وجل : إن الذين كفروا بآياتنا يعني : بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ، سوف نصليهم نارا ندخلهم نارا كلما نضجت : لانت بحرارتها ، جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال : يبدلون جلودا بيضاء كأمثال القراطيس . ابن عباس
وقال : بلغنا أنهم تنضجهم كل يوم سبعين ألف مرة ، تأكل جلودهم ولحومهم ، قال : وغلظ لحوم أهل النار أربعون ذراعا ، وما بين منكبي أحدهم مسيرة ثلاثة أيام . الحسن
أخبرنا أبو نصر المهرجاني ، أخبرنا ابن بطة ، أخبرنا حدثنا أبو القاسم البغوي ، داوود بن رشيد ، حدثنا حدثنا مروان بن معاوية ، يزيد بن سنان ، حدثنا عن أبو يحيى الكلاعي ، قال : المقدام بن معدي كرب ،
[ ص: 69 ] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "يحشر من بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاث وثلاثين سنة ، المؤمنون منهم في خلق آدم ، وقلب أيوب ، وحسن يوسف ، مردا مكحلين ، قلنا : يا رسول الله فكيف بالكافر ؟ قال : يعظم للنار حتى يصير غلظ جلده أربعين ذراعا ، وحتى يصير الناب مثل أحد" .
وعن قال : جابر بن عبد الله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها فبكى ، واشتد بكاؤه ، فبكينا لبكائه ، فلما أفاق قال : "تبدل ليجدد عليهم العذاب " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية .
وهو قوله : ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما أي : هو قوي لا يغلبه شيء ، وهو مع ذلك حكيم فيما دبر .
ولما ذكر ما أعد للكافرين من العذاب ذكر ثواب المؤمنين فقال : والذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله : وندخلهم ظلا ظليلا أي : دائما لا تنسخه الشمس ، كما تنسخ ظلال الدنيا .
وقال ظلا ظليلا : لا يدخله الحر والسمائم . الحسن :
قال : معنى ظليل : يظل من الريح والحر ، وليس كل ظل كذلك ، أعلم الله تعالى أن ظل الجنة ظليل لا حر فيه ولا برد . الزجاج
وقال ظلا ظليلا يعني أكتان القصور ، لا فرجة فيها ولا خلل . مقاتل :