الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا  

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول قال الحسن ، وعطاء : اتباع الكتاب والسنة ، وأولي الأمر منكم قال ابن عباس في رواية الوالبي : هم الفقهاء ، والعلماء ، وأهل الدين الذين يعلمون الناس معالم دينهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأوجب الله تعالى طاعتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا قول مجاهد ، والحسن ، والضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي رواية عطاء : هم الولاة .

                                                                                                                                                                                                                                      وهو قول ابن زيد ، قال : هم الأمراء والسلاطين لما أمروا بأداء الأمانة في الرعية في قوله : إن الله يأمركم الآية ، أمرت الرعية بحسن الطاعة لهم فيما يوافق الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء ، حدثنا مسدد بن قطن ، حدثنا داوود بن رشيد ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، أخبرني زريق مولى بني [ ص: 72 ] فزارة ، أنه سمع مسلم بن قرظة يحدث ، عن عوف بن مالك الأشجعي ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعة الله "  رواه مسلم ، عن داود بن رشيد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، أخبرنا عبد الله بن أحمد المروزي ، أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي دارة ، حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد ، حدثنا سلمة بن سليمان ، عن عبد الله بن المبارك ، أخبرنا الحسن بن عياش ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : قال مسلمة بن عبد الملك : أليس قد أمرتم بطاعتنا ، يعني : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ؟ قال : قلت : إن الله قد انتزعه منكم إذ خالفتم الحق ، قال الله تعالى : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول .

                                                                                                                                                                                                                                      قال : فأين الله ؟ قلت : الكتاب ، قال : فأين الرسول ؟ قلت : السنة .

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى : فإن تنازعتم في شيء ، أنتم وأمراؤكم ، فردوا الحكم فيما تنازعتم فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله .

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك خير أي : ردكم ما اختلفتم فيه إلى الكتاب والسنة ، وترككم التجادل خير ، وأحسن تأويلا قال قتادة ، والسدي ، وأحمد : عاقبة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 73 ] والعاقبة تسمى تأويلا لأنها مآل الأمر ، يقال : إلى هذا مآل الأمر ، وتأويله ، أي : عاقبته .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية