يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا
وقوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول قال ، الحسن وعطاء : اتباع الكتاب والسنة ، وأولي الأمر منكم قال في رواية ابن عباس هم الفقهاء ، والعلماء ، وأهل الدين الذين يعلمون الناس معالم دينهم . الوالبي :
وأوجب الله تعالى طاعتهم .
وهذا قول مجاهد ، ، والحسن والضحاك .
وفي رواية : هم الولاة . عطاء
وهو قول ابن زيد ، قال : هم الأمراء والسلاطين لما أمروا بأداء الأمانة في الرعية في قوله : إن الله يأمركم الآية ، أمرت الرعية بحسن الطاعة لهم فيما يوافق الحق .
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء ، حدثنا مسدد بن قطن ، حدثنا داوود بن رشيد ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا أخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، زريق مولى بني [ ص: 72 ] فزارة ، أنه سمع مسلم بن قرظة يحدث ، عن يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عوف بن مالك الأشجعي ، "ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يدا من طاعة الله " رواه عن مسلم ، أخبرنا داود بن رشيد إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، أخبرنا عبد الله بن أحمد المروزي ، أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي دارة ، حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد ، حدثنا عن سلمة بن سليمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن الحسن بن عياش ، عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : قال أليس قد أمرتم بطاعتنا ، يعني : مسلمة بن عبد الملك : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ؟ قال : قلت : إن الله قد انتزعه منكم إذ خالفتم الحق ، قال الله تعالى : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول .
قال : فأين الله ؟ قلت : الكتاب ، قال : فأين الرسول ؟ قلت : السنة .
والمعنى : فإن تنازعتم في شيء ، أنتم وأمراؤكم ، فردوا الحكم فيما تنازعتم فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله .
ذلك خير أي : ردكم ما اختلفتم فيه إلى الكتاب والسنة ، وترككم التجادل خير ، وأحسن تأويلا قال قتادة ، ، والسدي وأحمد : عاقبة .
[ ص: 73 ] والعاقبة تسمى تأويلا لأنها مآل الأمر ، يقال : إلى هذا مآل الأمر ، وتأويله ، أي : عاقبته .