الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ، حدثنا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الله الملطي ، حدثنا أحمد بن صالح ، عن منبه بن عثمان ، عن صدقة بن [ ص: 47 ] عبد الله ، عن طلحة بن زيد ، عن موسى بن عبيدة ، عن سعيد بن أبي هند ، عن أبي موسى الأشعري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء  فيقول: يا معشر العلماء إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم، ولم أضعه فيكم لأعذبكم، انطلقوا إلى الجنة فقد غفرت لكم".

                                                                                                                                                                                                                                      وإن أم العلوم الشرعية، ومجمع الأحكام الدينية، كتاب الله المودع نصوص الأحكام، وبيان الحلال والحرام، والمواعظ النافعة، والعبر الشافية، والحجج البالغة، والعلم به أشرف العلوم وأعزها، وأجلها وأمزها، لأن شرف العلوم بشرف المعلوم، ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره وأسباب تنزيله ومعانيه وتأويله، أشرف العلوم، ومن شرف هذا العلم وعزته في نفسه أنه لا يجوز القول فيه بالعقل والتدبر، والرأي والتفكر، دون السماع والأخذ عمن شاهدوا التنزيل بالرواية والنقل، والنبي صلى الله عليه وسلم فمن بعده من الصحابة والتابعين قد شددوا في هذا حتى جعلوا المصيب فيه برأيه مخطئا. [ ص: 48 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية