ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم [ ص: 518 ] قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون
قوله تعالى: ليس على الضعفاء يعني الزمنى والمشايخ والعجزة، ولا على المرضى جمع مريض، ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون يعني المقلين، حرج ضيق في القعود عن الغزو، إذا نصحوا لله ورسوله إذا أخلصوا إيمانهم وأعمالهم من الغش والنفاق، ولم يغتنموا عذرهم بل يتمنون أن لم يكن لهم عذر، فيتمكنوا من الجهاد، وهم الذين أرادهم الله بقوله: ما على المحسنين من سبيل أي: طريق بالعقوبة لأنه قد سد بإحسانه طريق العذاب على نفسه، والله غفور رحيم لمن كان محسنا.
قوله: ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم هؤلاء نفر من قبائل شتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحملهم على الخفاف والنعال ليغزوا، وقال سألوه أن يحملهم على الدواب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ابن عباس: " لا أجد ما أحملكم عليه " .
لأن الشقة بعيدة والرجل يحتاج إلى بعيرين بعير يركبه، وبعير يحمل ماءه وزاده، فانصرفوا وهم يبكون، وهو قوله: تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون أي: جرت أعينهم عن امتلاء من حزن في قلوبهم لعدم النفقة.