ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا
ولا تقف ما ليس لك به علم يقال: قفا يقفو قفوا إذا اتبع الأثر.
قال : لا تقل ما ليس لك به علم. الكلبي
وقال : لا تقل سمعت ولم تسمع، ورأيت ولم تر، وعلمت ولم تعلم. قتادة
والمعنى: لا تقولن في شيء مما لا تعلم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا قال ، عن الوالبي : ابن عباس
[ ص: 108 ] يسأل الله العباد فيم استعملوها.
في هذا زجر عن ، النظر إلى ما لا يحل ، وإرادة ما لا يجوز. والاستماع إلى ما يحرم
قوله: ولا تمش في الأرض مرحا المرح شدة الفرح، قال : يريد بالكبرياء والعظمة. ابن عباس
وقال : ولا تمش في الأرض مختالا فخورا. الزجاج
إنك لن تخرق الأرض الخرق الشق، يقال: خرق ثوبه إذا شقه.
قال : لن تخرق الأرض بكبرك ومشيك عليها. ابن عباس
ولن تبلغ الجبال طولا بعظمتك وإنما أنت مخلوق عبد ذليل، والمعنى: أنك لا تقدر أن تثقب الأرض حتى تبلغ آخرها، ولا أن تطول الجبال، فلا تستحق الكبر والبذخ، كل ذلك إشارة إلى جميع ما تقدم ذكره مما أمر به ونهى عنه، كان سيئه قرئ -بالإضافة والتنوين-، قال : والإضافة أحسن; لأن فيما تقدم من الآيات سيئا وحسنا، سيئه هو المكروه، ويقوى ذلك التذكير في المكروه. الزجاج
ومن قرأ -بالتنوين- جعل كلا إحاطة بالمنهي عنه دون الحسن، المعنى: كل ما نهى الله عنه كان سيئة فكان مكروها، والمكروه على هذه القراءة بدل من السيئة، وليس بنعت.
قوله: ذلك مما أوحى إليك ربك يعني ما تقدم ذكره من الفرائض والسنن، من الحكمة من القرآن ومواعظه، ولا تجعل مع الله إلها آخر هذا خطاب لكل واحد من المؤمنين، كأنه قال: ولا تجعل أيها الإنسان.