الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا  أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: قل ادعوا الذين زعمتم من دونه الآية، قال المفسرون: ابتلى الله قريشا وأهل مكة بالقحط سنين  ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: قل للمشركين ادعوا الذين ادعيتم كذبا أنهم آلهة، ثم أخبر عن الآلهة، فقال: فلا يملكون كشف الضر عنكم يعني البؤس والشدة، ولا تحويلا التحويل النقل من حال إلى حال، ومن [ ص: 113 ] مكان إلى مكان، قال ابن عباس : يريد من السقم والفقر إلى الصحة والغنى.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذا احتجاج عليهم أنهم في عبادتهم على الباطل، قال ابن عباس في رواية عطاء : ثم ذكر أولياءه، فقال: أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة قال: يتضرعون إلى الله في طلب الجنة، والوسيلة الدرجة العليا، وقد تكون الوسيلة القربة إلى الله تعالى وما يقربك من رحمته.

                                                                                                                                                                                                                                      ذكرنا ذلك في قوله: وابتغوا إليه الوسيلة قال الزجاج : المعنى يبتغي أيهم أقرب الوسيلة إلى الله، أي: يتقرب إليه بالعمل الصالح، قال ابن عباس : يتقربون إلى الله بصالح الأعمال، فيرجون رحمته، ويريدون جنته، ويخافون عذابه.

                                                                                                                                                                                                                                      إن عذاب ربك كان محذورا يحذره المؤمنون المتقون، فيطيعون الله خوفا منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية