وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم الآية مفسرة فيما تقدم إلى قوله: أأسجد لمن خلقت طينا قال : المعنى لمن خلقته طينا، وهو منصوب على الحال. الزجاج
والمعنى أنك أنشأته في حال كونه من طين، ، وذهب عليه بجهله أن الجواهر كلها من جنس واحد، وأن الله عز وجل يصرفها بالأعراض كيف شاء، مع كرم جوهر الطين بكثرة ما فيه من المنافع. واعتقد إبليس، لعنه الله، أن النار أكرم أصلا من الطين، وأنه أكرم ممن خلق من الطين
قال إبليس، أرأيتك هذا الذي كرمت علي أي: أرأيت هذا الذي فضلته علي، يعني آدم ، والكاف في أرأيتك لا موضع لها; لأنها ذكرت في الخاطبة توكيدا، لئن أخرتن إلى يوم القيامة أي: أخرت أجل موتي، لأحتنكن ذريته لأستأصلنهم، ولأستولين عليهم بالإغواء والإضلال، وأصله من احتناك الجراد الزرع، وهو أن تأكله وتستأصله بأحناكها وتفسده، وهذا هو الأصل، ثم يسمى الاستيلاء على الشيء وأخذ كله احتناكا، وقوله: إلا قليلا يعني المعصومين، قال : هم أولياء الله الذين عصمهم، وهم الذين استثنى الله في قوله: ابن عباس إن عبادي ليس لك عليهم سلطان .
قال الله تعالى لإبليس: اذهب وهذا اللفظ يتضمن معنى إنظاره وتأخير أجله، فمن تبعك أي: أطاعك واتبع أمرك، منهم من ذرية آدم، [ ص: 116 ] فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا قال : موفرا، يقال وفرته أفره وفرا، وهو موفور، وأنشد الزجاج لزهير :
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
واستفزز أي أزعج واستخف، من استطعت من بني آدم ، يقال: أفزه واستفزه، أي أزعجه واستخفه، ومعنى الأمر هاهنا التهديد، كما يقال للإنسان: اجهد جهدك فسترى ما ينزل بك.وقوله: بصوتك قال ، مجاهد وعكرمة : يعني الغناء والمزامير.
وقال ، عن الوالبي : صوته دعاء كل داع إلى معصية الله. ابن عباس
وقال عنه: كل متكلم في غير ذات الله، فهو صوت الشيطان. عطاء
وقوله: وأجلب عليهم يقال: أجلبوا وجلبوا إذا صاحوا.
يقول: صح بخيلك ورجلك، واحثثهم عليهم بالإغواء.
وقال : يقال: أجلب على العدو إجلابا إذا جمع عليه الخيول. الزجاج
والمعنى على هذا: أجمع عليهم كل ما تقدر من مكايدك، ويكون الباء في بخيلك زائدة على هذا القول، وكل راكب، أو راجل في معصية الله فهو من خيل إبليس وجنوده، والرجل جمع راجل، وقرأ حفص بكسر الجيم، قال : يقال: رجل ورجل بمعنى راجل. أبو زيد
وقوله: وشاركهم في الأموال والأولاد وهي كل ما أصيب من حرام، وأخذ بغير حقه، وكل ولد زنا، قال : أما في الأموال فأمرهم أن يجعلوا بحيرة وسائبة، وأما في أولادهم فإنهم هودوهم ونصروهم ومجسوهم. قتادة
وقوله: وعدهم قال : أي قل لهم لا جنة ولا نار. الفراء
وقال : وعدهم بأنهم لا يبعثون. الزجاج
قال الله: وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان قال : إن ابن عباس . أوليائي ليس لك عليهم حجة في الشرك
وقال : عباده الذين لا سلطان له عليهم المؤمنون. قتادة
وكفى بربك وكيلا لأوليائه يعصمهم من القبول من إبليس.