الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فقد أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي ، أنا عبد الله بن محمد بن نصير ، نا محمد بن أيوب ، أنا سليمان بن حرب ، نا صالح بن غالب بن سليمان ، عن كثير بن زياد ، عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود; فقال قوم: لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون: يدخلونها جميعا، ثم ينجي الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله فسألته، فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه، وقال: صمتا إن لم أكن سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الورود: الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إن للنار، أو قال: لجهنم، ضجيجا من بردها، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا  أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، نا عبد الرحمن بن محمد الرازي ، نا سهل بن عثمان ، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، قال: إذا [ ص: 192 ] دخل أهل الجنة الجنة قالوا: ألم يعدنا ربنا أن نرد النار.

                                                                                                                                                                                                                                      فيقال لهم: بلى، ولكن مررتم بها وهي خامدة.

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا إسماعيل بن النصراباذي ، أنا محمد بن إبراهيم المحاملي ، نا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، نا سليم بن منصور بن عمار ، حدثني أبي، قال: حدثني بشير بن طلحة ، عن خالد بن الدريك ، عن يعلى بن منبه ، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: " تقول النار يوم القيامة: جز يا مؤمن، فقد أطفأ نورك لهبي   " .

                                                                                                                                                                                                                                      وروى عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، قال: الحمى حظ كل مؤمن من النار.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قرأ: وإن منكم إلا واردها وعلى هذا من حم من المسلمين فقد وردها; لأن الحمى من فيح جهنم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار" .

                                                                                                                                                                                                                                      ويدل على صحة هذا التأويل ما:

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو منصور بن طاهر ، أنا أبو سعيد الخلالي ، نا محمد بن الحسين بن قتيبة ، نا عبيدة بن عبد الرحيم ، نا أبو أسامة حماد بن أسامة ، نا عبد الرحمن بن يزيد ، عن إسماعيل بن عبد الله ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " أنه عاد مريضا من وعك كان به، فقال: أبشر، إن الله، عز وجل، يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار  ، وقال ابن زيد : ورود المسلمين النار: العبور على الجسر، وورود الكافرين: أن يدخلوها قال الله تعالى: ثم ننجي الذين اتقوا قال ابن عباس : اتقوا الشرك وصدقوا.

                                                                                                                                                                                                                                      ونذر الظالمين قال: المشركين والكفار.

                                                                                                                                                                                                                                      فيها جثيا قالوا: على الركب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا: جميعا كما فسرنا فيما قبل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية