قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا
قوله: قل من كان في الضلالة قال : قل لهم يا ابن عباس محمد : من كان في ، العماية عن التوحيد ودين الله فليمدد له الرحمن مدا هذا لفظ الأمر ومعناه الخبر، أي: مده الرحمن مدا، وكذا فسره ، فقال: يريد فإن الله يمد له فيها حتى يستدرجه. ابن عباس
وقال : تأويله أن الله جعل جزاء ضلالته أن يتركه ويمده فيها; لأن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر، كأن المتكلم يقول: أفعل ذلك وآمر به نفسي، ومعنى مده الله في ضلالته: أمهله وطول عمره فيها، الزجاج حتى إذا رأوا ما يوعدون يعني: الذين مدهم الله في الضلالة، وأخبر عن الجماعة لأن لفظ من يصلح للجماعة، ثم ذكر ما يوعدون فقال: إما العذاب وإما الساعة يعني القتل والأسر، أو القيامة والخلود في النار، فسيعلمون حينئذ، من هو شر مكانا أهم أم المؤمنون; لأن مكانهم جهنم، ومكان المؤمنين الجنة، وأضعف جندا وهذا رد عليهم في قولهم: أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا .
قوله: ويزيد الله الذين اهتدوا قال : يريد أنه يزيد الذين اهتدوا بكتابه. الربيع بن أنس
هدى بما ينزل عليهم من الآيات فيصدقون بها، وقال : المعنى أن الله يجعل جزاء المؤمنين أن يزيدهم يقينا كما جعل جزاء الكافر أن يمده في ضلالته. الزجاج
والباقيات الصالحات الأذكار والأعمال الحسنة من الطاعات التي تبقى لصاحبها ولا تحبط، خير [ ص: 194 ] عند ربك ثوابا جزاء في الآخرة مما يفتخر به الكفار من مالهم وحسن معاشهم، وخير مردا المرد هاهنا مصدر، مثل الرد، والمعنى: وخير رد للثواب على عامليها ليس كأعمال الكفار التي خسروها فبطلت، ويقال: هذا الأمر رد عليك، أي: أنفع لك، والمعنى: أنه يرد عليك ما تريد.