قوله: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم
قال كم لبثتم في الأرض قال الله تعالى للكفار يوم البعث: كم لبثتم في الأرض.
يعني الدنيا وفي القبور، عدد سنين وقرئ قل أي: قل أيها الكافر المسؤول عن قدر لبثه كم لبثتم.
قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال أنساهم الله قدر لبثهم، فيرون أنهم لم يلبثوا إلا يوما أو بعض يوم، لعظيم ما هم بصدده من العذاب، بسوء ذلك، قوله: ابن عباس: فاسأل العادين يعني الملائكة.
قال إن لبثتم أي: قال الله تعالى: ما لبثتم في الأرض إلا قليلا؛ لأن مكثهم في القبور، وإن طال، فإنه متناه قليل عند طول مكثهم في عذاب جهنم؛ لأنه خلود ولا يتناهى.
وقوله: لو أنكم كنتم تعلمون أي: قدر لبثكم في الدنيا.
قوله: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا العبث في اللغة اللعب، يقال: عبث عبثا فهو عابث، لاعب بما لا يعنيه، ومعناه للعبث.
قال يريد كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب عليها. ابن عباس:
مثل قوله: أيحسب الإنسان أن يترك سدى أن يهمل كما تهمل البهائم، والمعنى: أفحسبتم أنكم خلقتم للعبث فتعبثوا ولا تعملوا بطاعة الله، وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للجزاء.
فتعالى الله عما يصفه به الجهال من الشريك والولد، الملك الحق [ ص: 301 ] لأنه ملك غير مملك، وكل ملك غيره فملكه مستعار؛ لأنه يملك ما ملكه الله، ثم وحد نفسه، فقال: لا إله إلا هو رب العرش الكريم السرير الحسن، والكريم في صفة الجماد بمعنى الحسن.