سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم.
سورة أنزلناها قال هذه سورة أنزلناها، ورفعها بالابتداء قبيح لأنها نكرة، وأنزلناها صفة لها. الزجاج:
وفرضناها أي: فرضنا فرائضها، أي: الفرائض المذكورة فيها، فحذف المضاف، وحجة التخفيف قوله: إن الذي [ ص: 303 ] فرض عليك القرآن .
والتشديد في فرضناها لكثرة ما فيها من الفرائض المذكورة في القرآن، وقال يعني الأمر بالحلال والنهي عن الحرام. مجاهد:
وهذا يعود إلى معنى أوحيناها.
قوله: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة معنى الجلد ضرب، الجلد يقال: جلده إذا ضرب جلده، مثل رأسه وبطنه إذا ضرب رأسه وبطنه، ومعنى الآية: الزانية والزاني إذا كانا حرين بالغين بكرين فاجلدوهما مائة جلدة هذا يجب بنص الكتاب، ويجب بالسنة تغريب.
أخبرنا أنا محمد بن إبراهيم المزكي، محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل، نا نا موسى بن هارون، قتيبة، عن عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أبي هريرة، أنهما قالا: وزيد بن خالد الجهني أنيس على امرأة هذا فارجمها إن اعترفت، قال: فغدا إليها فاعترفت فأمر بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فرجمت، والذي نفسي بيده، لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد عليك وعلى ابنك مائة جلدة وتغريب عام واغد يا رواه أن رجلا من الأعراب أتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله، أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله، فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه: نعم، فاقض بيننا بكتاب الله، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " قل، قال: إن ابني عسيفا على هذا، فزنا بامرأته، وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت رجلا من أهل العلم فأخبروني أن على ابني مائة جلدة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: البخاري، ومسلم كلاهما، عن قتيبة وقوله: ولا تأخذكم بهما رأفة يقال: رأف رأفة ورآفة، مثل النشأة والنشاءة.
وقرأ ابن كثير بفتح الهمزة، ولعلها لغة، والمعنى: لا تأخذكم الرأفة بهما فتعطلوا الحدود، ولا تقيموها رحمة عليهما وشفقة بهما، وهذا قول عطاء، ومجاهد.
وقال الحسن، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم، قالوا: يوجع الزاني ضربا ولا يخفف رأفة.
وقوله: في دين الله قال في حكم الله، كقوله: ابن عباس: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك أي في حكمه.
إن كنتم تؤمنون بالله وبالبعث، واليوم الآخر قال إن كنتم تصدقون بتوحيد الله وبالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، فلا تعطلوا الحدود. مقاتل:
وهذا يقوي القول الأول؛ لأن هذا كالوعيد في ترك الحدود، وليشهد عذابهما وليحضر ضربهما، طائفة من المؤمنين نفر من المسلمين، يكون ذلك نكالا لهما، وقال أمر أن يعلن ذلك. الحسن: