وقوله: وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ [ ص: 357 ] نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
وأزلفت الجنة للمتقين قربت الجنة لأولياء الله حتى نظروا إليها.
وبرزت الجحيم أي: أظهرت وكشف الغطاء عنها، للغاوين الضالين عن الهدى.
وقيل لهم في ذلك اليوم على وجه التوبيخ: أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم يمنعونكم من العذاب، أو ينتصرون يمتنعون منه.
ثم يؤمر بهم فيلقون في النار، فذلك قوله: فكبكبوا فيها قال طرح بعضهم على بعض. الزجاج:
وقال ألقوا على رءوسهم. ابن قتيبة:
وقال مقاتل: قذفوا فيها هم والغاوون قال يعني الآلهة والمشركين. السدي:
وقال هم وما يعبدون من دون الله. عطاء:
وجنود إبليس أجمعون يعني: ذرية إبليس كلهم.
قالوا يعني الغاوين، وهم فيها يختصمون مع معبوديهم: تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين والله ما كنا إلا في ضلال حيث سويناكم بالله فأعظمناكم وعدلناكم به.
وما أضلنا عن الهدى إلا المجرمون قال الشياطين. مقاتل:
وقال إلا أولونا الذين اقتدينا بهم. الكلبي:
فما لنا من شافعين من يشفع لنا من الملائكة والنبيين والمؤمنين، حيث يشفعون لأهل التوحيد.
ولا صديق حميم ذي قرابة يهمه أمرنا، والحميم القريب الذي توده ويودك، قال إن المؤمن يشفع يوم القيامة للمؤمن المذنب. ابن عباس:
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، أنا الحسين بن محمد بن الحسن الثقفي، نا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني، أنا أحمد بن عبد الواحد بن يزيد العقيلي، نا نا صفوان بن صالح، الوليد بن مسلم، نا من، سمع يقول: أشهد لسمعت أبا الزبير يقول: جابر بن عبد الله سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن الرجل يقول في الجنة: ما فعل صديقي فلان، وصديقه الحميم، فيقول الله، عز وجل: أخرجوا له صديقه إلى الجنة، فيقول: من بقي فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ثم قالوا: فلو أن لنا كرة أي: رجعة إلى الدنيا، فنكون من المؤمنين المصدقين بالتوحيد، أي: لتحل لنا الشفاعة كما حلت لأهل التوحيد.
إن في ذلك فيما أخبر من قصة إبراهيم، لآية لعبرة لمن بعدهم،