وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد
[ ص: 275 ] وأزلفت الجنة أي : أدنيت للمتقين .
هذا ما توعدون يعني : الجنة لكل أواب حفيظ الأواب : الراجع عن ذنبه وجاء بقلب منيب أي : لقي الله .
ادخلوها بسلام تفسير السدي : تقوله لهم الملائكة ذلك يوم الخلود .
يحيى : عن عثمان ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله يقول : " إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت " .
لهم ما يشاءون إذا اشتهوا الشيء جاءهم من غير أن يدعوا به ولدينا مزيد .
يحيى : عن المسعودي ، عن المنهال بن عمرو ، عن أبي عبيدة بن عبد الله ابن عتبة ، عن ابن مسعود قال : " سارعوا إلى الجمع في الدنيا; فإن الله [ ص: 276 ] - عز وجل - يبرز لأهل الجنة في كل يوم جمعة في كثيب من كافور أبيض ، فيكونون منه في القرب كمسارعتهم إلى الجمع في الدنيا ، فيحدث لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك " .
قال يحيى : وسمعت غير المسعودي يزيد فيه : وهو قوله : ولدينا مزيد .
يحيى : عن خالد ، عن عمرو بن عبيد ، عن بكر بن عبد الله المزني ، قال : [ ص: 277 ] " إن أهل الجنة ليرون ربهم في مقدار كل عيد هو لكم - كأنه يقول : في كل سبعة أيام - مرة ، فيأتون رب العزة في حلل خضر (وجوههم مشرقة ) وأساور من ذهب مكللة بالدر والزمرد وعليهم أكاليل (الدر ) ويركبون نجائبهم ويستأذنون على ربهم فيدخلون عليه; فيأمر لهم ربنا بالكرامة " .
قال يحيى : وأخبرني رجل من أهل الكوفة ، عن داوود بن أبي هند ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم في كل يوم جمعة في كثيب من كافور لا يرى طرفاه ، وفيه نهر جار حافتاه المسك عليه جوار يقرأن القرآن بأحسن أصوات سمعها الأولون والآخرون; فإذا انصرفوا إلى منازلهم أخذ كل رجل ما شاء منهن ، ثم يمرون على قناطر من لؤلؤ إلى منازلهم ، فلولا أن الله يهديهم إلى منازلهم ما اهتدوا إليها; لما يحدث الله لهم في كل يوم جمعة " .


