ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون
[ ص: 244 ] ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف الآية . تفسير هم قوم فروا من الطاعون ، فمقتهم الله على فرارهم من الموت قتادة : فقال لهم الله موتوا فأماتهم الله عقوبة ، ثم بعثهم ليستوفوا بقية آجالهم .
قال الكلبي : وكانوا ثمانية آلاف ، فأماتهم الله ، فمكثوا ثمانية أيام .
قال وقوله : محمد : ألم تر هو على جهة التعجب ؛ كقوله : ألم تر إلى ما صنع فلان ؟ ! من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا أي : حلالا محتسبا فيضاعفه له أضعافا كثيرة قال الحسن : هذا في التطوع ، وكان المشركون يخلطون أموالهم بالحرام ؛ حتى جاء الإسلام فنزلت هذه الآية ، فأمروا أن يتصدقوا من الحلال ، ولما نزلت قالت اليهود : هذا ربكم يستقرضكم ، وإنما يستقرض الفقير ؛ فهو فقير ونحن أغنياء ، فأنزل الله لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء قال أصل القرض ما يفعله الرجل ويعطيه ؛ ليجازي به ، والعرب تقول : لك عندي قرض حسن ، وقرض سيئ . محمد :
وقوله : فيضاعفه من قرأه بالرفع فهو عطف على يقرض ومن نصب فعلى جواب الاستفهام والله يقبض ويبسط يقبض عمن يشاء ، ويبسط [ ص: 245 ] الرزق لمن يشاء وإليه ترجعون يعني : البعث .