الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير  أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون  

                                                                                                                                                                                                                                      ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم قال الحسن : يعني : احتسابا فمثلهم في نفقتهم كمثل جنة بربوة يعني : مكانا مرتفعا من الأرض أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين أي : [ ص: 259 ] مرتين فإن لم يصبها وابل فطل الطل : أضعف من المطر . قال الحسن : يقول : لا يخلف خيرها على كل حال ؛ فكذلك لا يخلفهم الله نفقتهم أن يصيبوا منها خيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      أيود أحدكم أن تكون له جنة إلى قوله : فأصابها إعصار فيه نار قال مجاهد : يعني : ريحا شديدة فيها سموم فاحترقت يقول : أمنكم من يود ذلك ؟ ! أي : ليس منكم من يوده فاحذروا ألا تكون منزلتكم عند الله كذلك ؛ أحوج ما تكونون إلى أعمالكم يحبطها ويبطلها ؛ فلا تقدرون منها على شيء ؛ وهذا مثل المفرط في طاعة الله حتى يموت .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية