تفسير والليل إذا يغشى وهي مكية كلها
بسم الله الرحمن الرحيم
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى
قوله : والليل إذا يغشى إذا غشي النهار ، فأذهب ضوءه والنهار إذا تجلى ظهر وما خلق الذكر أي : والذي خلق الذكر والأنثى -يعني : نفسه- وهذا كله قسم إن سعيكم لشتى يعني : سعي المؤمن وسعي الكافر ، وهو عملهما .
فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى بالثواب وهو الجنة فسنيسره لليسرى لعمل الجنة .
وأما من بخل بما عنده أن يتقرب به إلى ربه واستغنى عن ربه فسنيسره للعسرى لعمل النار وما يغني عنه ماله إذا تردى تفسير بعضهم : إذا تردى في النار ، وقيل : تردى : مات .
[ ص: 140 ] إن علينا للهدى أي : نبين لكم سبيل الهدى وسبيل الضلالة .
لا يصلاها إلا الأشقى لا يخلدها الذي كذب وتولى كذب بكتاب الله ، وتولى عن طاعة الله وسيجنبها الأتقى يجنب النار الذي يؤتي ماله يتزكى يتقرب به إلى ربه ، تفسير الحسن : إن هذا تطوع وما لأحد عنده من نعمة تجزى أي : ليس يفعل ذلك لنعمة يجزي بها أحدا إلا ابتغاء أي : ليس يفعل ذلك إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى الثواب في الجنة ، ويقال : إنها نزلت في حين أعتق أبي بكر الصديق وستة معه . بلالا
[ ص: 141 ]