يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين
يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض يعني : التجارة أو كانوا غزى يعني : في الغزو .
قال محمد : غزى جمع (غاز مثل : قاس وقسى ، وعاف وعفى قال الحسن : هم المنافقون وقالوا لإخوانهم يعني : إخوانهم فيما يظهر المنافقون من الإيمان . لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا قالوا هذا ؛ لأنه لا نية لهم في الجهاد . قال الله : ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم وذلك أنهم كانوا يجاهدون قوما على دينهم ، فذلك عليهم عذاب وحسرة [ ص: 330 ] (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما تجمعون) أي : من الدنيا .
فبما رحمة من الله لنت لهم أي : فبرحمة من الله ورضوان و(ما) صلة زائدة ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم أمره أن يعفو عنهم ما لم يلزمهم من حكم أو حد . واستغفر لهم وشاورهم في الأمر أمره الله أن يشاور أصحابه في الأمور ؛ لأنه أطيب لأنفس القوم ، وأن القوم إذا شاور بعضهم بعضا ، وأرادوا بذلك وجه الله - عزم الله لهم على أرشده .