الذين يظنون [يعلمون] إنهم ملاقو ربهم .
قال محمد : الظن في كلام العرب بمعنيين : شك ويقين ؛ قال دريد بن الصمة :
(فقلت لهم ظنوا بألفي مقاتل سراتهم بالفارسي المسرد)
ومعنى ظنوا : أي : أيقنوا .قوله : وأني فضلتكم على العالمين قال قتادة : يعني : أهل زمانهم واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا أي : لا تغني .
قال محمد : يقال : جزى عني فلان ، بلا همز ؛ أي : ناب عني ، وأجزأني : كفاني . ولا يقبل منها شفاعة أي : لا تكون الشفاعة إلا للمؤمنين ولا يؤخذ منها عدل [ ص: 139 ] أي : لا يقبل منها فداء ولا هم ينصرون أي : لا أحد ينتصر لهم .
قال محمد : إنما يقال للفداء : عدل ؛ لأنه مثل للشيء ؛ يقال : هذا عدل هذا وعديله ؛ والعدل - بكسر العين - هو : ما حمل على الظهر .
وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم يلونكم سوء العذاب أي : أشده يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم فلا يقتلونهن وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم يعني : إذ نجاكم منه .
قال محمد : البلاء يتصرف في النقل على وجوه ؛ وهو ها هنا النعمة . وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون [ماتوا] وفرعون فيهم وأنتم تنظرون يعني : أوليهم .
قال محمد في قوله : وإذ فرقنا بكم البحر هو كقوله : فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم . [ ص: 140 ]


