وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم
[ ص: 135 ] وما وجدنا لأكثرهم من عهد يعني : آدم . الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب
فظلموا بها أي : جحدوا أن تكون من عند الله .
فأرسل معي بني إسرائيل وكان بنو إسرائيل في أيديهم بمنزلة أهل الجزية فينا .
ونزع يده أي : أخرجها من جيب قميصه .
قال الكلبي : بلغنا أن موسى قال : يا فرعون ، ما هذه بيدي ؟ قال : هي عصى ؛ فألقاها موسى ، فإذا هي ثعبان مبين قد ملأت الدار من عظمها ، ثم أهوت إلى فرعون لتبتلعه ، فنادى : يا موسى ، يا موسى ، فأخذ موسى بذنبها ؛ فإذا هي عصى بيده ؛ فقال فرعون : يا موسى ، هل من آية غير هذه ؟ قال : نعم . قال : ما هي ؟ قال : فأخرج موسى يده فقال : ما هذه يا فرعون ؟ قال : هذه يدك ، فأدخلها موسى في جيبه ، ثم أخرجها فإذا هي بيضاء للناظرين ، أي : تغشى البصر من بياضها قالوا أرجه وأخاه أي : أخره وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يحشرون السحرة ؛ فإنما هو ساحر ، وليس سحره بالذي يغلب سحرتك .
[ ص: 136 ]