الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين  ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 143 ] واتخذ قوم موسى من بعده يعني : حين ذهب للميعاد من حليهم من حلي قوم فرعون عجلا جسدا له خوار صوت .

                                                                                                                                                                                                                                      قال قتادة : جعل يخور خوار البقرة . وتفسير اتخاذهم العجل مذكور في سورة طه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : الجسد في اللغة : هو الذي لا يعقل ولا يميز ، ومعنى الجسد ها هنا : الجثة . وتقرأ من حليهم و(حليهم) ، فالحلي بفتح الحاء : اسم لما يتحسن به من الذهب والفضة ، ومن قرأها بضم الحاء فهو جمع (حلي) .

                                                                                                                                                                                                                                      ألم يروا أنه لا يكلمهم يعني : العجل .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يهديهم سبيلا أي : طريقا اتخذوه أي : اتخذوه إلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وكانوا ظالمين لأنفسهم ولما سقط في أيديهم أي : ندموا ورأوا أنهم قد ضلوا الآية . قالوا ذلك لما صنع موسى بالعجل ما صنع ، وطلبوا التوبة ، وأبى الله أن يقبل منهم ، إلا أن يقتلوا أنفسهم ؛  وقد مضى تفسير هذا في سورة البقرة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال للنادم على ما فعل : قد سقط في يده ، وأسقط في يده .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 144 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية