[ ص: 284 ] أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض يسبقونا حتى لا نبعثهم ، ثم نعذبهم . وما كان لهم من دون الله من أولياء يمنعونهم من عذاب الله .
يضاعف لهم العذاب في النار ما كانوا يستطيعون السمع سمع الهدى ؛ يعني : سمع قبول إذ كانوا في الدنيا وما كانوا يبصرون الهدى .
وضل عنهم ما كانوا يفترون يعني : أوثانهم ضلت عنهم ؛ فلم تغن عنهم شيئا لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون لا جرم كلمة وعيد .
قال محمد : جاء عن ابن عباس ؛ أنه كان يقول : معناها : حقا . وذكر الزجاج عن سيبويه أنه قال : (جرم) معناها : حق ، ودخلت لا للنفي ، كأن المعنى : لا ينفعهم ذلك حق أن لهم النار .
وأنشد [ . . . ]
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
يقول : [أحقت الطعنة فزارة] الغضب .
قال محمد : وأنشد قطرب :
جرمت (فزارة بعدها أن يغضبوا)
[ ص: 285 ] حق لهم الغضب .


