الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا  اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا  من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا  وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا  وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا  

                                                                                                                                                                                                                                      وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه قال الحسن : يعني : عمله . قال محمد : المعنى : ألزمناه حظه من الخير والشر ، وإنما قيل للحظ من الخير والشر : طائر ؛ لقول العرب : جرى له طائر باليمن ، وجرى بالشر ، والعرب تقول لكل ما لزم الإنسان : قد لزم عنقه ، وهذا لك في عنقي حتى أخرج منه ؛ فخاطبهم الله بما يستعملونه .

                                                                                                                                                                                                                                      اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قال قتادة : سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (حسيبا) تمييز ؛ وهو في قول بعضهم بمعنى : محاسب .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تزر وازرة وزر أخرى يقول : لا يحمل أحد ذنب أحد .  

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وأصل الوزر : الحمل ، وكذلك الإثم وزر ؛ لأنه ثقل على صاحبه . وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا تفسير الحسن : لا يعذب قوما بالاستئصال حتى يحتج عليهم بالرسل .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها تفسير قتادة : أكثرنا جبابرتها ، [ ص: 16 ] وكان الحسن يقرؤها : (آمرنا) وهو من الكثرة أيضا . قال قتادة : (أمرنا) مخففة على تقدير : فعلنا ، وقراءة الحسن (آمرنا) ممدودة الألف .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : وكان ابن عباس يقرؤها (أمرنا) بالتثقيل من قبل الإمارة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية