وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه قال الحسن : يعني : عمله . قال : المعنى : ألزمناه حظه من الخير والشر ، وإنما قيل للحظ من الخير والشر : طائر ؛ لقول العرب : جرى له طائر باليمن ، وجرى بالشر ، والعرب تقول لكل ما لزم الإنسان : قد لزم عنقه ، وهذا لك في عنقي حتى أخرج منه ؛ فخاطبهم الله بما يستعملونه . محمد
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قال : سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا . قتادة
قال : (حسيبا) تمييز ؛ وهو في قول بعضهم بمعنى : محاسب . محمد
ولا تزر وازرة وزر أخرى يقول : لا يحمل أحد ذنب أحد .
قال : وأصل الوزر : الحمل ، وكذلك الإثم وزر ؛ لأنه ثقل على صاحبه . محمد وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا تفسير الحسن : لا يعذب قوما بالاستئصال حتى يحتج عليهم بالرسل .
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها تفسير : أكثرنا جبابرتها ، [ ص: 16 ] وكان قتادة الحسن يقرؤها : (آمرنا) وهو من الكثرة أيضا . قال : (أمرنا) مخففة على تقدير : فعلنا ، وقراءة قتادة الحسن (آمرنا) ممدودة الألف .
قال يحيى : وكان يقرؤها (أمرنا) بالتثقيل من قبل الإمارة . ابن عباس