رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
[ ص: 102 ] هل تعلم له سميا أي : مثلا أي : أنك لا تعلمه ، و(سميا) هو من : المساماة ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا هو المشرك يكذب بالبعث .
قال الله أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فالذي خلقه ، ولم يك شيئا قادر على أن يبعثه يوم القيامة ، ثم أقسم بنفسه ؛ فقال : فوربك لنحشرنهم يعني : المشركين والشياطين الذين دعتهم إلى عبادة الأوثان ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا قال : يعني : على ركبهم . قتادة
قال : (جثيا) جمع (جاث) ، وهو نصب على الحال . محمد
ثم لننزعن من كل شيعة يعني : من كل أمة أيهم أشد على الرحمن عتيا .
قال : (أيهم) بالرفع ، وهي أكثر القراءة على معنى : الذين يقال لهم : أيهم أشد . قيل : المعنى -والله أعلم- : فإنه يبدأ بالتعذيب بأشدهم عتيا ، ثم الذي يليه محمد ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا يعني : الذين يصلونها وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا .
يحيى : عن ، عن أبيه ، عن يونس بن أبي إسحاق أبي الأحوص ، عن في قوله : عبد الله بن مسعود وإن منكم إلا واردها قال : " والملائكة معهم كلاليب من حديد كلما وقع رجل اختطفوه ؛ فيمر الصف الأول كالبرق ، والثاني كالريح ، والثالث كأجود [ ص: 103 ] الخيل ، والرابع كأجود البهائم ، والملائكة يقولون : اللهم سلم سلم " . الصراط على جهنم مثل حد السيف ،
وتفسير الحسن : إلا واردها إلا داخلها ، فيجعلها الله على المؤمنين بردا وسلاما ، كما جعلها على إبراهيم .