الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا  ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا  أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا  فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا  ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا  ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا  وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا  ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 102 ] هل تعلم له سميا أي : مثلا أي : أنك لا تعلمه ، و(سميا) هو من : المساماة ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا هو المشرك يكذب بالبعث .  

                                                                                                                                                                                                                                      قال الله أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فالذي خلقه ، ولم يك شيئا قادر على أن يبعثه يوم القيامة ، ثم أقسم بنفسه ؛ فقال : فوربك لنحشرنهم يعني : المشركين والشياطين الذين دعتهم إلى عبادة الأوثان ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا قال قتادة : يعني : على ركبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (جثيا) جمع (جاث) ، وهو نصب على الحال .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم لننزعن من كل شيعة يعني : من كل أمة أيهم أشد على الرحمن عتيا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (أيهم) بالرفع ، وهي أكثر القراءة على معنى : الذين يقال لهم : أيهم أشد . قيل : المعنى -والله أعلم- : فإنه يبدأ بالتعذيب بأشدهم عتيا ، ثم الذي يليه ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا يعني : الذين يصلونها وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود في قوله : وإن منكم إلا واردها قال : " الصراط على جهنم مثل حد السيف ،  والملائكة معهم كلاليب من حديد كلما وقع رجل اختطفوه ؛ فيمر الصف الأول كالبرق ، والثاني كالريح ، والثالث كأجود [ ص: 103 ] الخيل ، والرابع كأجود البهائم ، والملائكة يقولون : اللهم سلم سلم " .

                                                                                                                                                                                                                                      وتفسير الحسن : إلا واردها إلا داخلها ، فيجعلها الله على المؤمنين بردا وسلاما ، كما جعلها على إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية