الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون  وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون  وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين  لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون  

                                                                                                                                                                                                                                      ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون أي : أن القوم إذا كذبوا رسلهم ، وسألوه الآية فجاءتهم ولم يؤمنوا أهلكهم الله ؛ أفهم يؤمنون إن جاءتهم آية ، أي : لا يؤمنون إن جاءتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 141 ] وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر قال قتادة : يعني : من آمن من أهل التوراة والإنجيل إن كنتم لا تعلمون وهم لا يعلمون وما جعلناهم جسدا يعني : النبيين لا يأكلون الطعام أي : ولكن جعلناهم جسدا يأكلون الطعام ، قال هذا لقول المشركين مال هذا الرسول يأكل الطعام .

                                                                                                                                                                                                                                      وما كانوا خالدين في الدنيا لا يموتون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله : جسدا هو واحد ينبئ عن جماعة ، المعنى : وما جعلنا الأنبياء قبله ذوي أجساد لا تأكل الطعام ولا تموت ؛ فنجعله كذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم صدقناهم الوعد كانت الرسل تحذر قومها عذاب الله في الدنيا والآخرة إن لم يؤمنوا ، فلما لم يؤمنوا صدق الله رسله الوعد ، فأنزل العذاب على قومهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال : فأنجيناهم ومن نشاء يعني : النبي والمؤمنين وأهلكنا المسرفين المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      لقد أنزلنا إليكم كتابا القرآن فيه ذكركم فيه شرفكم يعني : قريشا لمن آمن به أفلا تعقلون يقوله للمشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 142 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية