الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون  قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون  أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون  بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون  

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم أي : كذبوهم واستهزؤوا بهم ما كانوا به يستهزئون يعني : العذاب الذي كانوا يكذبون به .

                                                                                                                                                                                                                                      قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن أي : هم من الرحمن ، في تفسير قتادة كقوله : يحفظونه من أمر الله أي : هم من أمر الله ، وهم ملائكة حفظة لبني آدم ولأعمالهم ، وقد مضى تفسيره .

                                                                                                                                                                                                                                      أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا أي : قد اتخذوا آلهة لا تمنعهم من دوننا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الحسن : يعني : لا تمنعهم من الله إن أراد عذابهم ، وكان يقول : إنما تعذب الشياطين التي دعتهم إلى عبادة الأصنام ، ولا تعذب الأصنام . لا يستطيعون نصر أنفسهم يقول : لا تستطيع تلك الأصنام نصر أنفسها إن أراد أن يعذبها ولا هم منا يصحبون قال الكلبي : يقول : ولا من عبدها منا يجارون .

                                                                                                                                                                                                                                      بل متعنا هؤلاء يعني : قريشا وآباءهم حتى طال عليهم العمر لم يأتهم رسول حتى جاءهم محمد عليه السلام أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها تفسير الحسن : أفلا يرون أن رسول الله كلما بعث إلى أرض ظهر عليها ، أي : ينقصها بالظهور عليها أرضا فأرضا أفهم الغالبون أي : ليسوا بالغالبين ، ولكن رسول الله هو الغالب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 149 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية