فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين
فجعلهم جذاذا أي : قطعا ؛ قطع أيديها وأرجلها ، وفقأ أعينها ، ونجر وجوهها إلا كبيرا لهم للآلهة ، يعني : أعظمها في أنفسهم ، ثم أوثق الفأس في [يد] كبير تلك الأصنام ؛ كادهم بذلك لعلهم إليه يرجعون أي : يبصرون فيؤمنون .
فلما رجعوا رأوا ما صنع بأصنامهم قالوا من فعل هذا بآلهتنا قالوا سمعنا فتى يذكرهم أي : يعيبهم يقال له إبراهيم .
قال : محمد (إبراهيم) رفع بمعنى يقال له : يا إبراهيم ، أو المعروف به إبراهيم .
قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون أنه كسرها ، قال : [ ص: 152 ] كرهوا أن يأخذوه إلا ببينة ، فجاءوا به فقالوا : قتادة أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم .
قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون قال : وهي هذه المكيدة قتادة ثم نكسوا على رءوسهم أي : خزايا قد حجهم ؛ فقالوا : لقد علمت ما هؤلاء ينطقون .
أف لكم ولما تعبدون من دون الله .
قال : (أف) معناه : التغليظ في القول ، والتبرم ، وقيل : إن أصلها النتن ؛ فكأنه قال : نتنا لكم . محمد
قالوا حرقوه الآية ، قال الحسن : فجمعوا الحطب زمانا ، ثم جاءوا بإبراهيم ، فألقوه في تلك النار .
قال يحيى : بلغني أنهم رموا به في المنجنيق ؛ فكان ذلك أول ما صنع المنجنيق .