وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين
وذا النون يعني : يونس ، قال وغيره : النون : الحوت . قتادة
قال : قوله : محمد وإسماعيل وإدريس وذا الكفل منصوب على معنى : واذكر ، وكذلك قوله : وذا النون .
إذ ذهب مغاضبا [لقومه] : فظن أن لن نقدر عليه قال : يعني : أن لن نعاقبه بما صنع . قتادة
قال : أصل الكلمة : الضيق ، كقوله : محمد فقدر عليه رزقه أي : ضيق ، ومن هذا قولهم : فلان مقدر عليه ومقتر .
[ ص: 158 ] فنادى في الظلمات يعني : في ظلمة البحر ، وظلمة الليل ، وظلمة بطن الحوت أن لا إله إلا أنت الآية .
يحيى : عن ، عن يونس بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعد بن مالك ، عن أبيه ، سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها مسلم ربه قط في شيء إلا استجاب له " . عن جده
[ ص: 159 ] وتفسير قصة يونس (مذكور) في سورة الصافات .
وأصلحنا له زوجه قال : كانت عاقرا ؛ فجعلها الله ولودا قتادة ووهبنا له منها يحيى . ويدعوننا رغبا أي : طمعا ورهبا أي : خوفا .
والتي أحصنت فرجها جيب درعها عن الفواحش فنفخنا فيها من روحنا تناول جبريل بأصبعه جيبها فنفخ فيه ؛ فسار إلى بطنها فحملت وجعلناها وابنها آية للعالمين يعني : أنها ولدته من غير رجل .