ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين قال رب انصرني بما كذبون قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين
وأترفناهم في الحياة الدنيا يقول : وسعنا عليهم في الرزق هيهات هيهات لما توعدون تباعد البعث في أنفس القوم .
قال : من كلام العرب : هيهات لما قلت ، يعنون : بعدا لقولك ، ويقال : أيهات بمعنى : هيهات . محمد
عما قليل ليصبحن نادمين يعني : عن قليل ، والميم صلة ، في تفسير السدي .
قال : هي صلة زائدة بمعنى التوكيد . محمد
فأخذتهم الصيحة يعني : العذاب ، في تفسير الحسن فجعلناهم غثاء يعني : مثل النبات إذا تهشم بعد إذ كان أخضر .
قال : الغثاء في اللغة : هو ما علا السيل من ورق الشجر . محمد
المعنى : جعلناهم هلكى كالغثاء ؛ لأن الغثاء يتفرق ويذهب .
[ ص: 201 ]