الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين  فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون  وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون  ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون  هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين قال رب انصرني بما كذبون  قال عما قليل ليصبحن نادمين  فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين  

                                                                                                                                                                                                                                      وأترفناهم في الحياة الدنيا يقول : وسعنا عليهم في الرزق هيهات هيهات لما توعدون تباعد البعث في أنفس القوم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من كلام العرب : هيهات لما قلت ، يعنون : بعدا لقولك ، ويقال : أيهات بمعنى : هيهات .

                                                                                                                                                                                                                                      عما قليل ليصبحن نادمين يعني : عن قليل ، والميم صلة ، في تفسير السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : هي صلة زائدة بمعنى التوكيد .

                                                                                                                                                                                                                                      فأخذتهم الصيحة يعني : العذاب ، في تفسير الحسن فجعلناهم غثاء يعني : مثل النبات إذا تهشم بعد إذ كان أخضر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : الغثاء في اللغة : هو ما علا السيل من ورق الشجر .

                                                                                                                                                                                                                                      المعنى : جعلناهم هلكى كالغثاء ؛ لأن الغثاء يتفرق ويذهب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 201 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية