ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون
ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر نزلت في أهل مكة وذلك حين أخذوا بالجوع سبع سنين ؛ حتى أكلوا الميتة والعظام وأجهدوا ، حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء دخانا ، وهو قوله : فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين نزلت هذه الآية قبل أن يؤخذوا بالجوع ، ثم أخذوا به ، فقال الله (وهم في ذلك الجوع : ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون يترددون ولقد أخذناهم بالعذاب يعني : ذلك الجوع في السبع السنين فما استكانوا لربهم وما يتضرعون يقول : لم يؤمنوا ، وقد سألوا أن يرفع ذلك عنهم فيؤمنوا ، فقالوا : ربنا اكشف عنا العذاب وهو ذلك الجوع إنا مؤمنون فكشف عنهم ، فلم يؤمنوا حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد يعني : يوم بدر قتلوا بالسيف إذا هم فيه مبلسون يئسوا من كل خير .
[ ص: 208 ]