قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينشرح بتبليغ الرسالة فشجعني حتى أبلغها . ولا ينطلق لساني للعقدة التي كانت فيه . يقرأ بالرفع : (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) ، وبالنصب : (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) أي : إني أخاف أن يكذبون ، وأخاف أن يضيق صدري [ ص: 272 ] ولا ينطلق لساني .
قال : ومن قرأهما بالرفع فعلى الابتداء . محمد فأرسل إلى هارون [كقوله] وأشركه في أمري ولهم علي ذنب أي : ولهم عندي يعني : القبطي الذي قتله خطأ حيث وكزه ، قال الله : كلا أي : ليسوا بالذين يصلون إلى قتلك ؛ حتى تبلغ عني الرسالة ، ثم استأنف الكلام فقال : فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين يقوله لموسى وهارون ، وهي كلمة من كلام العرب ، يقول الرجل للرجل : من كان رسولك إلى فلان ؟ فيقول : فلان ، وفلان ، وفلان .
قال : الرسول قد يكون بمعنى الجميع ؛ وإلى هذا ذهب محمد يحيى ، وقد يكون أيضا بمعنى الرسالة ؛ ومنه قول الشاعر :
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بسوء ولا أرسلتهم برسول
أي : برسالة ، فمن تأول : (إنا رسول) على معنى : رسالة ، يقول : المعنى : إنا ذوا رسالة رب العالمين .
أن أرسل معنا بني إسرائيل فلا تمنعهم من الإيمان ، ولا تأخذ منهم الجزية قال ألم نربك فينا وليدا أي : عندنا صغيرا .
[ ص: 273 ] قال : ابن عباس موسى على فرعون عرفه عدو الله ، فقال : ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين لم تدع هذه النبوة . لما دخل