الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين  لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين  فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين  

                                                                                                                                                                                                                                      وتفقد الطير قال قتادة : ذكر لنا أن سليمان أراد أن يأخذ مفازة فدعا بالهدهد ليعلم له مسافة الماء ، وكان قد أعطي من البصر بذلك ما لم يعطه غيره من الطير ، وقال الكلبي : كان يدله على الماء إذا نزل الناس ، فيخبره كم بينه وبين الماء من قامة لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه قال قتادة : وعذابه أن ينتف ريشه ويذره في المنهل ؛ حتى يأكله الذر والنمل أو ليأتيني بسلطان مبين بعذر بين فمكث غير بعيد أي : رجع من ساعته فقال أحطت بما لم تحط به قال الحسن : يقول : علمت ما لم تعلم وجئتك من سبإ بنبإ يقين أي : بخبر حق . و(سبأ) في تفسير الحسن [ ص: 298 ] وقتادة : أرض باليمن ، وقال ابن عباس : " سئل رسول الله عليه السلام عن سبإ ، فقال : هو رجل " .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : ذكر أبو عبيد أن الحسن كان يقرأ : (من سبأ) منصوبة غير مجراة : قال : وتفسيرها : اسم مؤنث لامرأة أو قبيلة ، والذي يجري يذهب إلى أنه اسم رجل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : ومن قال : هو اسم رجل ، فالمعنى : أن القبيلة أو الأرض سميت باسم ذلك الرجل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 299 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية