ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون
فإذا هم فريقان يختصمون قال : يقول : إذا القوم بين مصدق ومكذب ، هذه كانت خصومتهم قتادة قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة والسيئة : العذاب لقولهم : ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين والحسنة : الرحمة قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال الحسن : كان قد أصابهم جوع ، فقالوا : بشؤمك ، وبشؤم الذين معك أصابنا هذا قال طائركم عند الله يعني : عملكم .
قال : المعنى : ليس ذلك مني ، وإنما هو من الله محمد بل أنتم قوم تفتنون قال الحسن : يعني : تصرفون عن دينكم الذي أمركم الله به وكان في المدينة تسعة رهط قال : كانوا من قوم قتادة صالح قالوا تقاسموا بالله أي : تحالفوا لنبيتنه لنبيتن صالحا وأهله ؛ يعني : الذين على دينه ثم لنقولن لوليه أي : لرهطه ما شهدنا مهلك أهله ومكروا مكرا يعني : الذي أرادوا بصالح ومكروا مكرا قال : ذكر لنا أنه بينا هم معاينون إلى قتادة صالح ليفتكوا به ؛ إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم بالصخرة وقومهم أجمعين بعد ذلك بالصيحة .
[ ص: 306 ] قال : من قرأ (إنا) بكسر الألف ، فالمعنى : فانظر أي شيء كان عاقبة أمرهم ، ثم فسر فقال : محمد أنا دمرناهم .
فتلك بيوتهم خاوية يقول : ليس فيها أحد ، وكانوا بموضع يقال له : الحجر .
قال : من قرأ محمد خاوية بالنصب فهو على الحال .