الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون  قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون  قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون  وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون  قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون  فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين  فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون  وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون  

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا هم فريقان يختصمون قال قتادة : يقول : إذا القوم بين مصدق ومكذب ، هذه كانت خصومتهم قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة والسيئة : العذاب لقولهم : ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين والحسنة : الرحمة قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال الحسن : كان قد أصابهم جوع ، فقالوا : بشؤمك ، وبشؤم الذين معك أصابنا هذا قال طائركم عند الله يعني : عملكم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى : ليس ذلك مني ، وإنما هو من الله بل أنتم قوم تفتنون قال الحسن : يعني : تصرفون عن دينكم الذي أمركم الله به وكان في المدينة تسعة رهط قال قتادة : كانوا من قوم صالح قالوا تقاسموا بالله أي : تحالفوا لنبيتنه لنبيتن صالحا وأهله ؛ يعني : الذين على دينه ثم لنقولن لوليه أي : لرهطه ما شهدنا مهلك أهله ومكروا مكرا يعني : الذي أرادوا بصالح ومكروا مكرا قال قتادة : ذكر لنا أنه بينا هم معاينون إلى صالح ليفتكوا به ؛ إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم بالصخرة وقومهم أجمعين بعد ذلك بالصيحة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 306 ] قال محمد : من قرأ (إنا) بكسر الألف ، فالمعنى : فانظر أي شيء كان عاقبة أمرهم ، ثم فسر فقال : أنا دمرناهم .

                                                                                                                                                                                                                                      فتلك بيوتهم خاوية يقول : ليس فيها أحد ، وكانوا بموضع يقال له : الحجر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ خاوية بالنصب فهو على الحال .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية