أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون
أمن يبدأ الخلق ثم يعيده يعني : البعث . قل هاتوا برهانكم أمر الله النبي عليه السلام أن يقول للمشركين : هاتوا حجتكم إن كنتم صادقين أن هذه الأوثان خلقت خلقا ، أو صنعت شيئا من هذا ، وهذا كله تبع للكلام الأول آلله خير أما يشركون أي : أن الله يفعل هذا كله وهو خير من أوثانهم .
قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله والغيب هاهنا : القيامة ، لا يعلم مجيئها إلا الله وما يشعرون وما يشعر جميع الخلق أيان يبعثون متى يبعثون بل ادارك أي : تدارك علمهم في الآخرة يقول : علموا في الآخرة أن الأمر كما قال الله ، فآمنوا حين لم ينفعهم علمهم) [ ص: 309 ] أي : إيمانهم بل هم في شك منها يعني : الآخرة بل هم منها عمون أي : عموا عنها لا يدرون ما الحساب فيها وما العذاب .
وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا على الاستفهام أئنا لمخرجون لمبعوثون ؛ أي : لا نبعث . وهذا استفهام منه على إنكار .
قال : قراءة محمد نافع (إذا كنا) بكسر الألف على الخبر ، وفيها اختلاف بين القراء . ومن قرأ : (أئذا) اختلس الياء ، ولم يخلص لفظها .
لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل هذا قول مشركي العرب ، أي : قد وعدت آباؤنا من قبل بالبعث كما وعدنا محمد ، فلم نرها بعثت ، يعني : من كان من العرب على عهد موسى . إن هذا إلا أساطير الأولين أي : كذب الأولين وباطلهم .
قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين المشركين كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ، ثم صيرهم إلى النار ؛ يحذرهم أن ينزل بهم من عذاب الله ما نزل بمن كان قبلهم من المشركين ولا تحزن عليهم إن لم يؤمنوا ولا تكن في ضيق مما يمكرون أي : لا يضيق عليك أمرك بما يمكرون بك وبدينك ؛ فإن الله سينصرك عليهم ويذلهم لك .
قال : أكثر القراءة : (في ضيق) بفتح الضاد . محمد
[ ص: 310 ]