وأمر بالمعروف بالتوحيد وانه عن المنكر الشرك إن ذلك من عزم الأمور والعزم أن يصبر (ولا تصاعر خدك للناس) لا تعرض بوجهك عنهم استكبارا .
قال محمد : ومن قرأ (تصعر) فعلى وجه المبالغة ، وأصل الكلمة من قولهم : أصاب البعير صعر ؛ إذ أصابه داء فلوى منه عنقه .
[ ص: 376 ] قال المتلمس :
وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من رأسه فتقوما
قوله : ولا تمش في الأرض مرحا أي : تعظما إن الله لا يحب كل مختال فخور أي : متكبر فخور ، يعني : يزهى بما أعطي ، ولا يشكر الله واقصد في مشيك كقوله : ولا تمش في الأرض مرحا واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات يعني : أقبح لصوت الحمير .
قال محمد : معنى (اغضض) : انقص ، المعنى : عرفه قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير ؛ لأنها عالية .


