وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا
[ ص: 401 ] وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا يعني : إذا فرض الله ورسوله شيئا (أن تكون لهم الخيرة) يعني : التخير من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا زينب بنت جحش فأبت زيد بن حارثة وقالت : أزوج نفسي رجلا كان عبدك بالأمس . وكانت ذات شرف ، فلما أنزلت هذه الآية جعلت أمرها إلى رسول الله فزوجها إياه ، ثم صارت سنة بعد في جميع الدين ، ليس لأحد خيار على قضاء رسول الله وحكمه . أراد رسول الله عليه السلام أن يزوج
قال : كانت محمد بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . زينب بنت جحش
وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله [وقوله : وأنعمت عليه يعني : زيدا] .
قال الله للنبي : وتخفي في نفسك ما الله مبديه أي : مظهره وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه أي : تخشى عيبة الناس فلما قضى زيد منها وطرا الوطر : الحاجة زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم قال المشركون للنبي : يا محمد ، زعمت أن حليلة الابن لا تحل للأب وقد تزوجت حليلة ابنك زيد ! فقال الله : لكي لا يكون على المؤمنين حرج الآية قال الكلبي : إن رسول الله أتى زيدا زائرا فأبصرها قائمة فأعجبته ، فقال رسول الله : سبحان الله مقلب المقلوب ، [ ص: 402 ] فرأى زيد أن رسول الله هويها . فقال : يا رسول الله ، ائذن لي في طلاقها ؛ فإن فيها كبرا ، وإنها لتؤذيني بلسانها! فقال له رسول الله : اتق الله وأمسك [ ص: 403 ] عليك زوجك ، فأمسكها زيد ما شاء الله ثم طلقها ، فلما قضت عدتها أنزل الله نكاحها رسول الله من السماء ، فقال : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه إلى قوله : زوجناكها فدعا رسول الله عند ذلك زيدا فقال : ائت ، فأخبرها أن الله قد زوجنيها . فانطلق زينب زيد ، فاستفتح الباب ؛ فقيل : من هذا ؟ قال : زيد . قالت : وما حاجة زيد إلي وقد طلقني ؟ ! فقال : إن رسول الله أرسلني إليك ، فقالت : مرحبا برسول رسول الله ، ففتح له ؛ فدخل عليها وهي تبكي ، فقال زيد : لا يبكي الله عينك ، قد كنت نعمت المرأة أو قال : الزوجة إن كنت لتبرين قسمي ، وتطيعين أمري ، فقد أبدلك الله خيرا مني . قالت : من ، لا أبا لك ؟ فقال : رسول الله . فخرت ساجدة .
قوله : ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له يعني : أحل سنة الله في الذين خلوا من قبل أي : أنه ليس على الأنبياء حرج فيما أحل الله لهم ، وقد أحل لداوود مائة امرأة ، ولسليمان ثلاثمائة امرأة وسبعمائة سرية .
قال : نصب (سنة) على المصدر ، المعنى : سن الله سنة . محمد