الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير  إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير  إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز  لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة يعني : غبراء متهشمة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت يعني : انتفخت [فيها تقديم (ربت)] للنبات (واهتزت) بنباتها إذا أنبتت إن الذي أحياها لمحي الموتى وهذا مثل للبعث إن الذين يلحدون في آياتنا قال الكلبي : يعني : يميلون إلى غير الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى يلحدون يجعلون الكلام على غير جهته ، وهو مذهب الكلبي ، ومن هذا اللحد; لأنه الحفر في جانب القبر ، يقال : لحد وألحد [بمعنى] واحد .

                                                                                                                                                                                                                                      أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة أي إن الذي يأتي آمنا خير اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير وهذا وعيد إن الذين كفروا بالذكر يعني : القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وإنه لكتاب عزيز أي : منيع لا يأتيه الباطل يعني : إبليس من بين يديه ولا من خلفه تفسير الكلبي لا يأتيه الباطل من بين يديه يعني : من قبل [ ص: 156 ] التوراة ، ولا من قبل الإنجيل ولا الزبور ، ليس منها شيء يكذب بالقرآن ولا يبطله ولا من خلفه لا يأتيه من بعده كتاب يبطله تنزيل من حكيم في أمره حميد استحمد إلى خلقه; أي : استوجب عليهم أن يحمدوه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية