الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              1145 - حدثني أبو شرحبيل الحمصي عيسى بن خالد بن أخي أبي اليمان ، قال: حدثنا أبو اليمان ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود ، قال: انطلقنا أنا وزرعة بن ضمرة ، وعبد الله بن قيس حاجين ، فجلسنا إلى ابن عمر ، فقال: لا تقوم الساعة حتى لا يبقى في أرض العجم من العرب إلا أسير أو قتيل يحكمون في دمه ، حتى تلحق العرب بمنابت الشيح.

              قلنا: أو يظهر أهل الباطل على أهل الحق؟ قال: فمن أنتم؟ فقلنا: من بني عامر بن صعصعة.

              فقال: لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني عامر بن صعصعة حول ذي الخلصة   -وثن كانوا يعبدونه في الجاهلية -فأتينا عمر بن الخطاب ، فقلنا: حدثنا ابنك عبد الله بكذا.

              فقال: هو أعلم بما يقول.

              ثم نادى: إن الصلاة جامعة ، فخطب الناس فقال: إني لم أدعكم لرهبة ولا لرغبة ، إلا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله يقول: "لا تزال طائفة من أمتي منصورة على الحق ، لا يضرها من خذلها حتى يأتيها أمر الله"   .

              قلنا: هذا والله خلاف حديث عبد الله بن عمر ، فأتينا ابن عمر ، فقلنا: حدثنا عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف لما ذكرت.

              قال: "صدق ، إذا أتى أمر الله كان الذي حدثتكم" .

              فقال زرعة: ما أراك إلا صادقا
              [ ص: 818 ]

              1146 - حدثنا أحمد بن منصور ، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، قال: حدثني نافع بن عامر ، وسعيد بن بشير ، عن قتادة ، قال: أنبأنا عبد الله بن أبي الأسود ، عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.

              وقد وافق عمر في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ، نذكر ما صح عندنا ذكره مما صح عندنا سنده ، ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله عز وجل

              التالي السابق


              الخدمات العلمية