الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              القول في البيان عن ذلك

              إن قال لنا قائل: ما أنت قائل في هذا الخبر، أصحيح هو أم سقيم؟ فإن قلت: هو صحيح، فما وجه صحته، ورواية سلام المدائني ، وقد علمت حال سلام المدائني فيما روى ونقل من أثر في الدين عند أهل النقل وإن قلت: هو سقيم، فما وجه إحضارك ذكره في كتابك هذا مع سقمه، وقد شرطت في كتابك أنك لا تذكر فيه من الأخبار إلا ما صح عندك سنده قيل: أما سند هذا الخبر، أعنى خبر معقل بن يسار ، فإنه عندنا واه لا تثبت بمثله في الدين حجة وأما إحضارنا ذكره في كتابنا هذا، فلشرطنا في كتابنا هذا أنا إذا ذكرنا خبرا من أخبار رجل من أصحاب رسول الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابنا عن حاله، أهو مما انفرد به، أم هو مما وافقه عليه غيره، ولم نشترط في سند الموافق أو المخالف ما شرطناه في خبر الذي نذكر خبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه، من أن لا نحضر كتابنا هذا منه إلا ما صح عندنا فإن قال لنا: فهل لما ذكر في هذا الخبر أعنى خبر معقل بن يسار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "واحتجموا يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر فإنه دواء لداء السنة"  وجه في الصحة، وإن كان إسناد هذا الخبر في نفسه عندك غير مرتضى؟ قيل: أما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نعلمه يصح، ولكنه قد روي عن بعض السلف، وذلك ما: =

              [ ص: 532 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية