الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              القول في علل هذا الخبر:

              وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل، إحداهن: أنه خبر قد حدث به عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس جماعة، فجعلوه عنه ، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعله بعضهم عن ابن عباس ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي عليه السلام، وذلك مما ينبئ عن أن ابن عباس لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم .

              [ ص: 694 ] والثانية: أنه حدث به بعضهم، عن سماك ، عن عكرمة ، فأرسله عنه، ولم يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس ولا غيره، وذلك مما يدل عندهم على وهائه، والثالثة: أنه حدث به عن ابن عباس غير عكرمة ، فجعله من كلام ابن عباس ، ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والرابعة: أنه من رواية عكرمة ، عن ابن عباس ، وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله، والخامسة: أنه خبر قد رواه عن ابن عباس غير عكرمة ، فوقف به على ابن عباس ، مخالفا معناه معنى ما روى عكرمة عنه من ذلك، والسادسة: أنه خبر قد حدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير رواية ابن عباس مخالفا معناه معنى ما روى عكرمة ، عن ابن عباس ، والسابعة: أن الأمة مجمعة على خلاف ظاهره، وفي ذلك كفاية من الاستشهاد على وهائه بغيره .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية