فمن ذلك: قول الزبير أنه خاصم رجلا من الأنصار في شراج من شراج الحرة ": يعني الزبير بقوله: في شراج من الحرة: في مجاري [ ص: 436 ] الماء من الحرة إلى السهل.
وواحد الشراج: شرج.
وأما التلاع: فإنها مجاري الماء من أعالي الأرض إلى بطون الأودية; واحدتها: تلعة.
وقد قيل: إن التلعة تكون: ما ارتفع من الأرض، وما انحدر منها، وكان بعضهم يجعل ذلك من الأضداد.
ومن التلاع قول نابغة ذبيان:
عفا حسم من فرتنى فالفوارع فجنبا أريك فالتلاع الدوافع
وأما الشواجن: فإنها بطون الأودية، واحدتها: شاجنة.ومن ذلك قول الطرماح بن حكيم:
أمن دمن بشاجنة الحجون عفت منها المنازل منذ حين
فإنه يعني بالجدر الجدار.
وأما الحرة: فإنها كل أرض ملبس وجهها الحجارة.
وقد بينا ذلك فيما مضى قبل بشواهده.
وأما قول الزبير: فأحفظ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قول الأنصاري; فإنه يعني بقوله: فأحفظ: فأغضب.
ومنه يقال: عند الحفائظ تهتز الكتائف، يعني به: عند الأمور التي تورث الغضب تهتز الكتائف من ذوي الأرحام.
[ ص: 437 ]