الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              ( القول في البيان عما في هذا الخبر - أعني خبر الزبير عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من الغريب )

              فمن ذلك: قول الزبير أنه خاصم رجلا من الأنصار في شراج من شراج الحرة ": يعني الزبير بقوله: في شراج من الحرة: في مجاري [ ص: 436 ] الماء من الحرة إلى السهل.

              وواحد الشراج: شرج.

              وأما التلاع: فإنها مجاري الماء من أعالي الأرض إلى بطون الأودية; واحدتها: تلعة.

              وقد قيل: إن التلعة تكون: ما ارتفع من الأرض، وما انحدر منها، وكان بعضهم يجعل ذلك من الأضداد.

              ومن التلاع قول نابغة ذبيان:

              عفا حسم من فرتنى فالفوارع فجنبا أريك فالتلاع الدوافع

              وأما الشواجن: فإنها بطون الأودية، واحدتها: شاجنة.

              ومن ذلك قول الطرماح بن حكيم:

              أمن دمن بشاجنة الحجون     عفت منها المنازل منذ حين

              وأما قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - للزبير: " اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر   ".

              فإنه يعني بالجدر الجدار.

              وأما الحرة: فإنها كل أرض ملبس وجهها الحجارة.

              وقد بينا ذلك فيما مضى قبل بشواهده.

              وأما قول الزبير: فأحفظ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قول الأنصاري; فإنه يعني بقوله: فأحفظ: فأغضب.

              ومنه يقال: عند الحفائظ تهتز الكتائف، يعني به: عند الأمور التي تورث الغضب تهتز الكتائف من ذوي الأرحام.

              [ ص: 437 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية