( القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه )
والذي فيه من ذلك: البيان البين عن وذلك أن أن للرجل أن يعطي الشاعر العطية على ذبه عن عرضه من تعدى عليه بالظلم بشعره وتحصينا له من لسانه، الزبير قال في الخبر الذي روينا عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في شعر حسان: " كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يعجبه ويحسن إسماعه، ويجزل عليه الثواب، ولا يشغل عنه بشيء ".
فأخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان يجزل على شعره: الثواب، وإنما كان إجزاء له الثواب على شعره: إما فيما [ ص: 446 ] يمدحه والمؤمنين به، وإما فيما يهجو به أعداءه، وأعداء المؤمنين من الكفار. لحسان
فإذا كان ذلك عنه صحيحا، فجائز لمن مدحه من الشعراء فصدق في مدحه إياه، أو هجا عدوا له فصدق في هجائه إثابته على شعره على سبيل ما ذكرنا عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه كان يفعله بحسان.
وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعن جماعة من الأئمة بنحو الذي قلنا في ذلك أخبار - وإن كان - في إسناد بعضها نظر! ( ذكر ما حضرنا من ذلك )