1999 - حدثنا نا أحمد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو زيد، قال: حدثني جليس أبو عاصم؛ لهشام بن أبي عبد الله؛ قال: قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد: [ ص: 174 ] أخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجاج. قال: يا أمير المؤمنين! كنا جلوسا عنده ذات ليلة، قال: فأتي برجل، فقال: ما أخرجك هذه الساعة، وقد قلت لا أجد فيها أحدا إلا فعلت به وفعلت؟ قال: أما والله! لا أكذب الأمير، أغمي على أمي منذ ثلاث، فكنت عندها، فأفاقت الساعة، فقالت: يا بني! مذ كم أنت عندي؟ فقلت لها: منذ ثلاث. قالت: أعزم عليك ألا رجعت إلى أهلك؛ فإنهم مغمومون بتخلفك عنهم، فكن عندهم الليلة وتعود إلي غدا. فخرجت فأخذني الطائف، فقال: ننهاكم وتعصونا؟ ! اضربوا عنقه، ثم أتي برجل آخر، فقال: ما أخرجك من هذه الساعة؟ فقال: والله! لا أكذبك، لزمني غريم لي على بابه، فلما كانت الساعة أغلق بابه دوني وتركني على بابه، فجاءني طائفك، فأخذني. فقال: اضربوا عنقه. فضربوا عنقه، ثم أتي بآخر، فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال: كنت مع شربة أشرب، فلما سكرت خرجت، فأخذني الطائف، فذهب عني السكر فزعا. فقال: يا عنبسة! ما أراه إلا صادقا، خليا سبيله. فقال فما قلت له شيئا؟ فقال: لا. عمر بن عبد العزيز، عمر لابنه: لا تأذنن لعنبسة علينا إلا أن تكون له حاجة فقال