الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1999 - حدثنا أحمد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو زيد، نا أبو عاصم؛ قال: حدثني جليس لهشام بن أبي عبد الله؛ قال: قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد: [ ص: 174 ] أخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجاج. قال: يا أمير المؤمنين! كنا جلوسا عنده ذات ليلة، قال: فأتي برجل، فقال: ما أخرجك هذه الساعة، وقد قلت لا أجد فيها أحدا إلا فعلت به وفعلت؟ قال: أما والله! لا أكذب الأمير، أغمي على أمي منذ ثلاث، فكنت عندها، فأفاقت الساعة، فقالت: يا بني! مذ كم أنت عندي؟ فقلت لها: منذ ثلاث. قالت: أعزم عليك ألا رجعت إلى أهلك؛ فإنهم مغمومون بتخلفك عنهم، فكن عندهم الليلة وتعود إلي غدا. فخرجت فأخذني الطائف، فقال: ننهاكم وتعصونا؟ ! اضربوا عنقه، ثم أتي برجل آخر، فقال: ما أخرجك من هذه الساعة؟ فقال: والله! لا أكذبك، لزمني غريم لي على بابه، فلما كانت الساعة أغلق بابه دوني وتركني على بابه، فجاءني طائفك، فأخذني. فقال: اضربوا عنقه. فضربوا عنقه، ثم أتي بآخر، فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال: كنت مع شربة أشرب، فلما سكرت خرجت، فأخذني الطائف، فذهب عني السكر فزعا. فقال: يا عنبسة! ما أراه إلا صادقا، خليا سبيله. فقال عمر بن عبد العزيز، فما قلت له شيئا؟ فقال: لا. فقال عمر لابنه: لا تأذنن لعنبسة علينا إلا أن تكون له حاجة  

التالي السابق


الخدمات العلمية