الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2026 - حدثنا أحمد، نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة، نا سهل بن محمد، عن أبي عبيدة، وسئل عن قول العرب: [ ص: 196 ] ذا البردين؛ ما معناه؟  فقال: إن وفود العرب اجتمعت عند النعمان بن المنذر، فأخرج بردي محرق - وهو عمرو بن هند -، فقال: ليقم أعز العرب قبيلة فليأخذهما. فقام عامر بن أجيمر بن بهدلة فأخذهما، فأتزر بواحد، وارتدى بآخر، فقال له النعمان: بم أنت أعز العرب؟ قال: العز والعدد من العرب في معد، ثم في نزار، ثم في مضر، ثم في خندف، ثم في تميم، ثم في سعد، ثم في كعب، ثم في عوف، ثم في بهدلة، فمن أنكر هذا؛ فلينافرني. فسكت الناس، فقال النعمان: هذه عشيرتك كما تزعم؛ فكيف أنت في أهل بيتك وفي بدنك؟ فقال: أنا أبو عشرة، وعم عشرة، وخال عشرة، معين الأكابر على الأصاغر والأصاغر على الأكابر، وأما أنا في بدني؛ فهذا شاهدي، فوضع قدمه على الأرض ثم قال: من أزالها عن مكانها؛ فله من الإبل كذا وكذا. فلم يقم إليه أحد من الناس، فذهب بالبردين؛ فسمي ذا البردين، وقال فيه الفرزدق:

(فما ثم في سعد ولا آل ملك غلام إذا ما قيل لم يتبهدل)      (لهم وهب النعمان بردي محرق
لمجد معد والعديد المحصل)



التالي السابق


الخدمات العلمية