(سموك غضبانا وسنك ضاحك لقد غلطوا إذ لم يسموك ضاحكا)
فقال: أصلح الله الأمير، لقد كان لي جد يسمى الغضبان، فسميت باسمه، وليس كل اسم يشاكل صاحبه، ولو كانت الأسماء تقسم على الأحساب، إذا ما نال الأنذال منها شيئا، فهل ترى اسمي مشاكلا لحسبي؟ فقال له الحجاج: أخبرني عن أمهات الأولاد. فقال: هن بمنزلة الأضلاع، إن سويته انكسر وإن تركته انتفعت به، وفيهن جوهر لا يصلح إلا على المداراة، فمن داراهن انتفع بهن وقرت عينه، ومن [ ص: 238 ] ماراهن كدرن عيشه، ونغصن عليه حياته. قال: فأخبرني عن العاقل والجاهل. فقال: التائه على غلامه، المجتهد في أقسامه، المتكلم في طعامه. قال: فمن أكرم الناس؟ قال: أعطاهم للمئين، وأطعمهم للسمين. قال: فمن ألأم الناس؟ قال: المعطي على الهوان، المعين على الإخوان، البذول للأيمان، المنان على الإحسان. العاقل الذي لا يتكلم هذرا ولا ينظر شزرا ولا يضمر عذرا، والجاهل المهذار في كلامه، والظنين بسلامه،