2663 - حدثنا نا أحمد، عبيد الله بن هارون الكسائي؛ قال: سمعت أبي يقول: حدثني بعض أصحابنا من الغزاة أنهم رابطوا بالباب؛ زهيرا البابي يدعو: اللهم إني أعوذ بك من سهو عن حقك، ومن استخفاف بأمرك، ومن تراخ عن فرضك، وأعوذ بك من إقصار المروءة , ومن شنآن الحسدة، وأعوذ بك من قسوة الوالدين، ومن سخطة الكاتبين، ومن لمة الطائفين، وأعوذ بك من تفقه يردي، ومن أمانة تنسي، ومن رواية تغوي، ومن رئاسة تلهي، وأعوذ بك من عشق الذهب، ومن جهل (الحسب) يعني الغنى، ومن عسر الطلب، وأعوذ بك من ميل في قول، ومن هوى في فعل، وأعوذ بك من اجتهاد على خطأ، ومن [ ص: 300 ] عمل على رياء، ومن محبة الدنيا، ومن تعمق الأهواء، وأعوذ بك من صرعة الطمع، ومن خطرة الجشع، ومن زيغ البدع، وأعوذ بك من لسان لا يفي، ومن قلب لا يعي، ومن أذن لا تسمع، ومن نصيحة لا تنجع، وأعوذ بك من مودة لا تفيد علما، ومن دعوة لا تنيل غنما، وأسألك من الخير أكثره، ومن الرضا عنك أوفره، ومن الشكر ما هو عندك شكرا، ومن الثناء عليك ما هو عندك ذكرا، وأسألك لسانا لا يخالف قلبه، وعلما لا يفارق قوله، بعضه يشبه بعضا، يقيمان لك كل سعي فرضا، وأسألك قنوعا بما رزقتني، ورضا بما ينزل بي، وصبرا على أمرك، ورضا بحكمك، وحبا لك يزيدني قربا منك، ومجالسة لك تجعلني أنيسا لك، وتنطقني بلسان حيي، وفهمني فهم من آثرك على نفسه، وعلمني علم من ائتمنك على أمره، وكن أنيسي. قال فسمع عبد الله بن هارون الكسائي: قال لي أبي: إني ذاكرت بهذا فقبض على يدي وقال: لا أفارقك حتى تمليه علي؛ فإنما هذا دعاء أنطق الله به بشر بن الحارث؛ زهيرا.