الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
270 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا الرياشي؛ قال: سمعت الأصمعي يقول: سمعت شبيبا يقول: [ ص: 138 ] كنا في طريق مكة ، فجاء أعرابي في يوم صائف شديد الحر ومعه جارية له سوداء، وصحيفة، فقال: أفيكم كاتب؟ قلنا: نعم، وحضر غداؤنا، فقلنا له: لو أصبت طعامنا. فقال: إني صائم. فقلنا: أفي هذا الحر الشديد وجفاء البادية تصوم؟ ! فقال: إن الدنيا كانت ولم أكن فيها، وتكون ولا أكون فيها، وإنما لي منها أيام قلائل، وما أحب أن أغبن أيامي. ثم نبذ إلينا الصحيفة، فقال: اكتب ولا تزيدن على ما أقول لك حرفا: هذا ما أعتق عبد الله بن عقيل الكلابي، أعتق جارية له سوداء يقال لها: لؤلؤة. ابتغاء وجه الله وجواز العقبة العظمى؛ فإنه لا سبيل لي عليها إلا سبيل الولاء،  والمنة لله الواحد القهار. قال الأصمعي: فحدثت بها الرشيد؛ فأمر أن يشترى له ألف نسمة ويعتقون، ويكتب لهم هذا الكتاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية